ويلي انا والسياسة ترافقني منذ استيقاظ زوجتي صباحا لأعداد فنجان القهوة خاصة أذا رافقتها ابتسامة لطيفة سأعلم حينها إنها سياسة تحقيق المطالب بل هي فن السياسة ..أه على ابتسامة زوجتي قبل ثلاثون عاما والتي لم تكن تعنى سوى الحب والحب دون غايات وأهداف سياسية اليوم تعنى ابتسامتها تسديد أقساط الجمعية هذه الأخيرة التي هى إحدى السياسات التي تبناها الليبيون للمحافظة على الدخل الذي أصابه التذبذب وعدم الاستقرار، وبالطبع زوجتي بسياستها المحنكة تمنعني من مناقشة سياسة الجمعية وتبدأ هي بسياسة الترغيب ومزايا الجمعية ..وكيف إن أختها اشترت سيارة ب15 ألف من الجمعية وعمها اشترى شقة ب25 ألف بفضل الجمعية وكل هذا وأنت تدفع 150 دينار "بس" كل شهر مع غض النظر عن العمر الذي تقضيه وأنت تسدد هذه الأقساط .. ثم أليست أفضل من السلفة والحرام وهنا سياسة التحليل والتحريم ...
خرجت من البيت مسرعا لسبب واحد ووجيه هو الخوف من التأخير نتيجة لسياسة الشوارع الجديدة والتي تستدعي مني ساعتين للوصول إلى مقر عملي الذي من المفترض أن أصله في ربع ساعة !ولكن .. أولا عليا البحث مطولا عن الأفيكو الذي سيقلني إلى وجهتي من شارع جامع بورقيبة الذي يصيبه التغيير كل يوم نتيجة سياسة التحفير أقصد التطوير ثم على استيعاب سياسة كل سائق أفيكو على حدة فهذا تقتضي سياسته السرعة المطلقة للحصول على أكبر عدد ممكن من الإصابات أقصد التوصيلات .. وهذا سياسته التمهل في القيادة حتى يتسنى له السلام على الجميع والتأمل فى الجميع وفي العجلة الندامة.. والدنيا طارت يعني ستصلون جميعكم بأذن الله ؛ مع التمني بان يتوافق كل هذا مع سياسة شرطي المرور والذي قد تستدعيه سياسته ليس إنهاء المخالفة بسرعة حرصا على وقت الجميع ولكن عليه التفتيش في تأن والسير حول الإفيكو مرات ومرات لعله يحمل أحد الإرهابيين والإرهابيون هنا هم الصور الأجنبية وعموما ستصلون إلى إعمالكم ان شاء الله ، وبالفعل بالرعم من كل سياسات المارة وسياسات الشارع الفجائية وصلت إلى مقر عملي ليستقبلني مديري بسياسة الترهيب والتحقير قائلا".. يبدو انه عليا تحويلك إلى خارج الملاك" " بابتسامة ساخرة في نفسي قلت " هاأنا ملاك المؤسسة الذي لم يخطئ يوما وعمل أربعون سنة دون تقصير أو تأخير تهدده سياسة الملاك الوظيفي .. وكم احسد صديقي أسامة الآن الذي لم تؤثر فيه أيا من سياسات العمل فصلة القرابة تلك أبعدته عن كل تهديد سياسي بل والتنقل من ملاك الى ملاك فهو بالأمس خارج الملاك لأنه يحتاج الراحة ومل العمل واليوم داخله لانه كساد والزيادة أكثر ماضرش!!
رجعت إلى بيتي باحثا عن الهدوء وهاربا من كل السياسات فاستقبلني ابني بسياستين أولهما : الحديث عن سياسة المدرسة الجديدة وضرورة حضوري لمؤتمرات مجلس الآباء وهذا يعني دفع التبرعات الدورية وإرضاء هيئة تدريس المدرسة سياسة من ابني للحصول على النجاح دون مجهود .وثانيهما: المطالبة بإدخال سياسة العالم الحديث بكل تكنولوجياته من النقال والإنترنت وأظنها أخطر السياسات فهي تعني لأبي إدخال الكفرة الى المنزل ،مما يعني تحمل مشاحنات وصراع الأجيال اليومي وهكذا الكل يحاول فرض سياسته ، وبين كل هذا أبحث عن سياسة تتوافق مع كل السياسات لأحصل عاى نوم هانئ لايحتاج لأي سياسة ..متحسرا على أيام كانت تعني السياسة علم السلطة التي تقوم على احترام الحقوق والواجبات وعلى زمنا كانت فيه حياتي تنعم باستقرار سياسي.
ملاحظة : نشر هذا المقال في صحيفة أويا العدد 381/ 2008.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق