عد عدة تأجيلات أفتتح معرض الكتاب الجامعي التخصصي يوم 20 من الشهر الماضي وكان من المفروض أن يفتتح على الساعة الحادية عشر صباحا إلا أن حب التأخير والتأجيل أصبح من الأمور التنظيمية للمعارض والمؤتمرات ومعظم النشاطات التي تقام في الدولة ؛ وبلهفة من الطلاب الذين توافدوا من مختلف الجامعات وهم الفئة التي نظم المعرض وأقيم من أجلها وبتفاؤل بوعود بتخفيضات جيدة كان الإقبال وكانت الزيارة .
المعرض أقيم في ساحة كلية الهندسة وافتتحه الدكتور عبد الكثير الفاخري الكاتب العام للجنة الشعبية للتعليم العالي وبحضور أمين اللجنة الشعبية لجامعة الفاتح وبرعاية من الجمعية الوطنية للشباب كلها أسماء ترفع من التأكيد على أن المعرض سيكون كما يتمناه الطالب أو سيحقق له بعض احتياجاته ولكن واقع الحال كان غير ذلك وهذا حسب أحاديث الزائرين والمختصين .
عن توفر الكتب وعدمه وعن الأسعار وغيرها كانت هذه اللقاءات :
@ -عبد الرحمن الناجح /طالب هندسة كهربائية الكترونية
- لأن العديد من الكتب المهمة في الهندسة غير متوفرة في المكتبات الخارجية وإن وجدت فهي بأسعار مرتفعة فقد فرحنا عندما سمعنا بهذا المعرض وتوجهنا إليه أملين إن نجد ما نبحث عنه وبأسعار معقولة، ولكن بالرغم من توفر بعض الكتب المتخصصة أو التي تقترب من المنهج ،ألا أن أسعارها مرتفعة فهناك كتاب مهم ويحتاجه كل المهندسين بلغ سعره 160 دينار فلا أظن هذا السعر ملائم حتى للدكاترة .
@ أحمد إبراهيم/ طالب هندسة اتصالات
- بعض الكتب لا نجدها فهي موثقة في مكاتب دولية وليس لديها فروع هنا فنحاول الحصول عليها من خلال الإنترنت بل وأحيانا نضطر للسفر للبحث عنها،والمعرض عموما كان نقيضا لعنوانه فالكتب العامة كانت في متناول الجميع بينما كتب المناهج مرتفعة الأسعار ولكن ربما ذلك لتكلفة طباعاتها.
@ الطالبة أسماء /علوم طبيعية
- معرض الكتاب يعتبر فرصة مميزة لنا نحن الطلبة ، فبالنسبة لي أجد صعوبة في الذهاب للمكتبات الخارجية فهي إما بعيدة أو متفرقة وتحتاج إلى وقت لإيجادها ونحن كطلبة ليس لدينا متسع من الوقت،بينما هذه المعارض تأتي ألينا في المقر الجامعي ، لذلك أتمنى معرض بموعد ثابت ،وذلك يشجع على المطالعة واقتناء الكتب.
@ صلاح محمد طالب دراسات عليا كلية الهندسة
- باعتباري في الفصل الأخير وسأبدأ في أعداد الرسالة فإن أهم الخطوات هي جمع المصادر والمراجع فسمعت بالمعرض وكان توقيه مناسب فاهتممت بحضوره منذ اليوم الأول ولكن صدمتي في الأسعار أحبطت كل أمالي، فمثلا موضوع دراستي هو (الآلات) ووجدت كتاب يتناول موضوعي وثمنه 68 دينار فقال لي صاحب دار النشر وهي ليبية بأنه سيرى التخفيض ورجع واخبرني انه بستين دينار ،عن أي تخفيض يتحدث وأرجعت له الكتاب وخرجت وأنا كما ترين صفر اليدين.
@ سامية /علوم حياة
- أبحث عن كتب الثقافة العامة والكتب متوفرة بشكل مقبول وبينما أنها تتميز بتقسيم بعضها إلى مجلدات ولكن أسعارها مرتفعة وبالأخص الكتب الأجنبية ، وعنى اشتريت كتاب في التخصص وهو" علم الأنسجة " وبعض الكتب الثقافية وهي تتراوح بين 15 إلى 20 دينار .
وانتقلنا من الطلبة إلى مجموعة مختلفة من الزوار فكان لقاؤنا مع الحاج عمارة ضو وهو صاحب مكتبة سابقا فتحدث قائلا : لقد جئت للاطلاع بشكل عام ،ولكن اهتماماتي في المطالعة هي الكتب الإسلامية وخاصة كتب الأحاديث وأحكامها وهي غير متوفرة ربما لأن المعرض متخصص بالكتاب الجامعي ،ولكن وبحكم خبرتي كصاحب مكتبة في السابق فالأسعار مرتفعة وغير مقبولة ، وأكمل صديقه بشير أحمد العجيلي " بالفعل هناك نقص كبير في الكتب الإسلامية وبحكم عملي كمحامي لاحظت نقص في الكتب القانونية ،وما وجدته منها فهو بأسعار مرتفعة وهذا كتاب (الدفع بعدم جواز الدعوى الجنائية ) ثمنه عشرون دينار بينما اعتقد أن حقيقته لا تساوي عشرة دينار ،هذه الأسعار لا تشجع على القراءة بل وتمنع الإقبال على الشراء . وعن وجع الأسعار دارت أكثر الأحاديث فهذا السيد: الطاهر منصور على موظف فى جهاز الرقابة الشعبية تحدث قائلا: بحكم إعدادي الدكتوراه حاليا في كلية الحقوق بجامعة عين شمس وباعتبارات المهنة والاهتمامات الدراسية فأنى من المداومين على زيارة هذه المعارض ،ما لاحظته على هذا المعرض بالرغم من توفر بعض الكتب لكن أسعارها مرتفعة جدا وقد اشتريت كتاب ( الطاقة والتنمية ) لأن دراستي تهتم بمنظمة الأوبك وتبلغ أسعارها 20 دينار وبالرغم من وجود بعض الكتب الجيدة ألا أنى لم استطع شرائها لغلاء أسعارها .
ومع عضو هيئة التدريس صلاح محمد المخزوم كلية القانون كان حديثنا التالي :
- باحث أعد في دراسة مقارنة بالقانون الليبي لذا فأنى اجمع كل ما يتعلق بالقانون الليبي من المكتبات والمحاكم والمعارض وأقوم بتحضير الدكتوراه في فرنسا، وبمجرد سماعي بالمعرض اهتممنا وكأعضاء هيئة تدريس بزيارته وبالرغم من عنوانه الذي يوحي بالتخصص في الكتاب الجامعي إلا أننا تفاجئنا بتنوع الكتب فيه ،والمشكلة التي واجهتني هي عدم وضع السعر على الكتب والكتاب يجب ألا يساوم عليه ،وعدم وضع دور النشر للأسعار أعتبره نوع من عدم التقنين أو التنظيم وعن سؤالنا له عن أسعار الكتب في فرنسا مقارنة بلبيبا أجاب : الأسعار في فرنسا تعتبر مرتفعة جدا فقد يصل الكتاب إلى مائة يورو ولكن لا مجال للمقارنة فالأسعار هناك قد تتحكم فيها أمور أخرى وهنا العكس .
وبما أن الأمر لا يكتمل إلا بالاستماع لأصحاب الشأن فكانت جولتنا التالية مع المكتبات ودور النشر وتمثلت من الجماهيرية في المؤسسات العامة مثل الجامعات والهيئة الوطنية للبحث العلمي ومركز جهاد الليبيين وهناك دور النشر الخاصة ،و من مصر والأردن ولبنان إلى جانب مجموعة من دور النشر الأوربية والأمريكية وهي حضرت من خلال ممثلين وناشرين ليبيون وعرب .
وعندما حاولنا الحديث مع مكتبة جامعة الفاتح رفضوا الحديث معنا وكذلك مكتبة فزان.
بينما أحب البعض أظهار هموم الكتب ومعاناتها فقد استوقفنا الموظف جمال محمد الذي أراد عرض مشكلة مكتبة المبيعات في جامعة ناصر والتي أقفلت نتيجة إزالة المبنى وتحدث قائلا: لا يوجد حاليا مكتبة في جامعة ناصر عدا مكتبات الاستعارة وقد استغل البعض هذا الوضع فأصبحوا يبيعون الكتب والتي كان ثمنها ثلاثة دينار بعشرة دينار وهذا يحدث في مدخل الجامعة ،وتقدمنا بالعديد من الطلبات إلى إدارة الجامعة لنظر في هذا الموضوع وما من مجيب ،والكتب حتى اليوم مخزنة في "تريلات ".
ثم انتقلنا لخيمة العرض الثانية وكانت الساعة تقارب الواحدة كان هذا في اليوم الأول للمعرض وعندما دخلنا تفاجئنا بالفوضى تعم المكان فالكتب لزالت في الصناديق والعمال لزالوا يقومون بتفريغ الكتب مثل دار المريخ ودار النهضة العربية وعندما سألنهم عن سبب التأخير وهذه الفوضى أجابوا لأن فقط خصصت لنا الأماكن بالرغم من أننا قدمنا طلبات الحجز قبل الكثير من الدول الأخرى ولكننا لم نفهم هذه الفوضى ؛وبعض المكتبات لزالت فارغة تماما فتوجهنا بحديثنا إلى محمود علي صاحب دار الجامعي القاهرة وعن رده عن غلاء الأسعار الذي يواجه الطلبة وخاصة طلبة الطب أجاب : أنا ضد ذلك فالمعرفة أصبحت اليوم ميسرة ومتوفرة ولم يعد هناك مبرر لقول ذلك فالكتب تنزل على c.d كذلك يمكن الحصول على الكتب من الإنترنت ،والكتاب المصري تفسير واضح للكتاب الأجنبي ،وكتب المناهج هي نفسها ،فليس من حق طالب الطب إن يشتكي ،كلية التجارة مثلا تكاليفها أكثر من كلية الطب وأنا أتكلم على المستوى المصري والليبي بحسب خبرتي فى التعامل مع دور النشر الليبية . وحدثتنا محمد حريشة مدير مكتبة المختار للكتب الطبية جامعة الفاتح عن بعض المساعدات المقدمة للطلبة فقال : هناك كتب أجنبية أسعارها تصل 100دينار لكننا نقوم بتصويرها وبيعها 30 دينار مساعدة للطلبة وقد تكون الصور فيها غير واضحة ولكن ذلك غير مهم كثيرا فالأهم هوا لمنهج وهو واضح تماما كما ان هناك مؤلفات لكتاب مصريين تصل لعشرة دينار وهي تغنى عن الكتب الأجنبية .ولكن نحن أيضا نعانى من أيجار المحلات وغلائها مما يعود سلبا على أسعار الكتب ونبقى نحاول وضع أسعار متقاربة لأسعار المعارض ،ولكنه ختم كلامه بأغرب رأي حيث أضاف : بعض الناس يصرون على تسجيل أبنائهم في كلية الطب بالرغم من فقرهم وعدم استطاعتهم التكفل بمصاريف الطب فقاطعناه هل تقصد انه لا يحق للفقراء دراسة الطب أجاب الدنيا أقسام وهكذا خلقنا الله أغنياء وفقراء !!
وأردنا أن نختم حديثنا مع الراعي الرسمي للمعرض فكان حوارنا مع السيد محمد الفيتو ري عبد الجليل مدير الإدارة العامة للمنشورات والمطبوعات كلية الفاتح
@ أولا نريد معرفة كيف كانت انطلاقة فكرة المعرض
- انطلاقا من محاولات الجامعة بتوفير الكتاب المنهجي للطالب والأستاذ شكلنا لجنة لهذا الغرض ناقشنا من خلالها القضايا المتصلة بتنظيم المعرض وتوفير الكتب وتم تحديد موعد الافتتاح .
@ تم تأجيل موعد الافتتاح أكثر من مرة مما سبب إرباك سواء للجمهور أو للمؤسسات ذات العلاقة فما أسباب هذا التأخير؟
- الأسباب ترجع للظروف المناخية ،فكما تعلمين المعرض أقيم في "سرداق" خيمة متنقلة وللمحافظة على ممتلكات الناس وحماية الكتب لم نرغب بالمجازفة بهذه الكتب ،حتى أمنا الحماية المطلوبة لمنع تسرب المياه وهذا أخدمنا وقت طويل وهو يرجع بالدرجة الأولى إلى الطقس
@ تعانى معارضنا من قلة التنظيم في المواعيد فلماذا لا يكون هناك معرض دائم للكتاب؟
- بالنسبة لمعرض الجامعة والحديث هنا عن الفاتح فهذه هي الدورة الرابعة وهى ليست منتظمة سنويا ولكنها تنظم بين فترة وأخرى والمعرض الدولي للكتاب بالجماهيرية أيضا يواجه نفس المشكلة وهذا يرجع لأسباب أخرى منها تغير الإدارات وعدم توفر الإمكانيات ونحن كمؤسسة نقبل التعاون والتنسيق مع أي جهة لها اهتمام بهذا الجانب.
@ من خلال الجولة التي قمنا بها فالمعلومات تقول بأن الكتب أسعارها مرتفعة وليست بمتناول الطلبة؟
- لا أحد ينكر أن الأسعار مرتفعة ولكن تبقى هذه محاولة من الجامعة لتوفير الكتاب من خلال مكتبات الجامعة حتى تغني الطلبة عن الشراء في بعض الحالات ، وحقيقة الأمر أن كتب التخصص الدقيق مثل الطب والهندسة أكثرها غلاء ،ولكن المبالغة جاءت من الناشرين خاصة في مناسبة المعارض فهم يحملون نفقات الإقامة والسفر والتنقل فتوضع على حساب الكتاب، كذلك سعر تحويل الدينار مقابل الدولار .
@ ولكن هناك من ارجع أسباب ارتفاع الأسعار إلى فترة التخزين وعدم التنظيم وتأجيل المعرض لأكثر من مرة فما ردكم على ذلك؟
- هذا ليس له علاقة فالرسوم التي تدفع للكتاب من خلال التصريح الجمركي والمواد بسيطة والكتاب لاندفع عليه ضريبة او جمرك ،والكتب جاءت مباشرة من أمساعد إلى الحظيرة الجمركية في تاجوراء وتم تسريحها مباشرة وحتى لو تأخرت فهي لم تتأخر لسنين ، ومن خلال خبرة طويلة في تنظيم معارض سابقة نحن نلقى من الجمارك معاملة طيبة ولم نتعرض لعراقيل سواء بان تبقى الكتب في الموانئ أو المطارات أو أي نوع من المنافذ نتيجة للإجراءات .
أخيرا ونحن اليوم نعاني من نسبة متدنية فى الاهتمام بالمطالعة وبالكتاب هذا الوعاء الحاضن لعلوم وحضارات مختلفة وبعد مرور أربعة عشر قرنا على صناعته ،أظن إننا نحتاج إلى أكثر من مجرد معرض لعرضه ،نحن نحتاج الى عدم تحويل المعرفة الى سلعة قابلة للعرض والطلب كي لا تصبح حكرا هي الأخرى على طبقة معينة فقط .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق