html/javascript

12 أبريل 2014

مشاريع ثقافية لشباب ليبيين يبحثون عن موضع قدم




مجموعة المشاركون في ورشة العمل في زيارة لمؤسسة بشارة التونسية

 جمعهم حبهم للفن والثقافة وتعبهم من السياسة وهمومها ،من كل بقعة من ليبيا اجتمعوا، لكل شخصية منهم أمال وأمنيات تختلف لتتفق على حب البلاد، فكانت ورشة إدارة المشاريع الثقافية التي نظمتها مؤسسة اريتي للثقافة مكانا لصقل مواهبهم وتحقيقا لجزء من طموحاتهم.

عن الورشة وعن شغفهم بمشاريعهم كانت لنا هذه اللقاءات ..
من حب الكتاب وحب السينما وحب الصحافة تعلم أنه من حركة تنوير من طرابلس تحدث ألينا محمد الصل وفي ملامحه حماسة الشباب فقال 
(..شغفي في الحياة التخطيط للمشاريع وتنظيمها وتحديدا كل مايتعلق بالثقافة فبالرغم من ضغوطاتها وعدم وجود إيراد مادي كبير منها إلا أن العمل فيها ممتع، ومشروعي للدورة هوإقامة سينما الهواء الطلق وقد بدأنا فعلا في الإعداد له الهدف منه إشراك الناس في فضاء ثقافي جماعي يفتح باب اللقاء والحوار بين الناس والاستمتاع بمشاهدة العروض خارج القاعات المغلقة وهي لاتحتاج لتكاليف مرتفعة حيث كل مانحتاجه مكان يستطيع الجهور ركن سياراتهم فيه للإستماع للعرض عن طريق مكبرات صوت السيارات وشاشة عرض،وقداعددنا مسح للمساحات الفارغة والمهملة في طرابلس،لزالت تعيقنا بعض الصعوبات،هنا تظهر استفادتي من ورشة العمل حيث كنت اعمل دون منهجية بينما الورشة ربطت أفكاري وجعلتني أتعلم كيف أنظم مشروعي وأخطط له وأقدمه للجهات ذات العلاقة، كذلك استفدت كثيرا من الإطلاع على تجارب الأخرين سواء من ليبيا أو خارجها وخاصة تونس فهم يسبقونا في فنون الشوارع وهو فن عالمي الكثير يتجه اليه اليوم للتعريف بثقافته.  
محمد الصل
ومن بنغازي شاب تجد في نبراته مزيجا بين الألم والأمل بين ترقب للموت ووعد بأكمال المشوار وذلك ليس بخفي عن ابن الفنان الشعبي الراحل على الجهاني وأخ الشهيد أنس الجهاني. حديثي هنا عن  خليل الجهاني المسرحي والإذاعي الذي حدثتنا عن المفارقة بين الحياة والموت قائلا(.. لست ممن يتمسكون بالحياة فانا أذكر الشهادة عندما أخرج من البيت.. وعندما اذهب للنوم لأنني أتوقع أن لااستيقظ للحياة.. هذه المشاعر أصبحت ترافقني بعد وفاة والدي واستشهاد اقرب الناس أليا وهو أخي الشهيد أنيس..ولكن لزال شغفي في الحياة مرتبط بالفن وخصوصا المسرح الذي اعتبره هو جنة الحياة " فالحب فنون والفن جنون وأنا في حبك يامسرح كالهارب من وجه القانون.." وتمنيت ان ادرس فنون المسرح ولكن للأسف عدم توفر هذا التخصص في بنغازي أضطرني لدراسة العلوم السياسية...وكم تمنيت ان يكون عملي الذي احصد منه الراتب مرتبط بحبي في الحياة وهو الفنون ولكن أيضا الظروف عرقلتني واعمل الآن موظف في صندوق الضمان، ولكن كل ذلك لم يمنعني من متابعة شغفي في الحياة فاتعلمت الفن واكتسبت خبرة من خلال حضور المهرجانات والدورات وممارسة التمثيل المسرحي خاصة .وقد وفقني الله وبالتأكيد لم تتوقف أحلامي حيث قدمت مشروع صناعة الأفلام لورشة آريتي وهذا ما سأواصل العمل عليه .


نزار الزبير
ومن سبها طالب الدكتوراه في الإعلام نزار محمد الزبير حدثتنا قائلا:(.. شغفي في الحياة هو الفن اهتممت بالرسم في طفولتي ثم الموسيقى وفي فترة مبكرة استمعت إلى  التراث الموسيقي العربي ثم في مرحلة التعليم الثانوي بدأ اتجاهي نحو الاهتمام بمشاهدة وقراءة ونقد وتحليل السينما العربية والعالمية، ولصعوبة الدراسة والتخصص في هذه المجالات في ليبيا كان الخيار المتاح هو دراسة الإعلام المتخصص الذي يمكن ان يجمع ويقدم تلك الفنون، وهذا ماحدث بالفعل اليوم أجد أن ما أمتلكه من مخزون وثقافة تعود لسنوات طويلة في مجال الفنون ( تشكيلية - موسيقى - سينما ) تعتبر عامل مساعد وأساسي في مجال عملي . أما عن مشروعي الذي تقدمت به للورشة فهو تتمثل فكرته في اختيار أشهر وأفضل القصص لمجموعة من الكتاب الليبيين في مجال القصة القصيرة كمرحلة أولية لتنفيذ الفكرة،والقيام بتسجيلها صوتيا من خلال راوي(صوت ممثل محترف) وتجسيد الحوارات التي تدور بين الشخصيات في القصة وتدعيمها بالموسيقي والمؤثرات الملائمة للمواقف وإخراجها في شكل قصة مسموعة تبث عبر الإذاعات المسموعة، وهكذا تتوفر للجمهور كنسخة صوتية للقصة. افكر بشكل جدي في تنفيذ هذه الفكرة عند توفر الوقت الفرصة المناسبة و العمل وفق مراحل منظمة والإعداد الجيد لتقديم المشاريع للرعاة والورشة كانت جيدة مع اني كنت أتمنى تنظيما أكثر للوقت واحترام المساحات الزمنية للمحاضرات وحلقات النقاش والعمل والراحة .

حنان الهوني
ومن هون الكاتبة والإعلامية حنان الهوني صانعة ابن الطين وأشياء أخرفي قصص قصيرة جدا وصاحبة ديوان "لسان الليل" جاءت بحلم تأسيس مركز ثقافي ينشر كل الفنون  وحدثتنا عن أحلامها قائلة (..شغفي ثقافي أدبي وقد جعلت من الكتابة وحضور وممارسة الفعل الفني شغفي في الحياة وهما مزيجا بين عملي ودراستي لذا استمتع بكل ماأعمله، ورأيت أن الشغف بالثقافة والفن لا يجب أن يحده شيء مثل قلة الموارد والإمكانيات، فالثقافة هي النكهة اللذيذة للحياة ولونها ورائحتها، وإذا غابت غبن، وبالطبع ومن خلال هذه الورشة سأحاول تنفيذ كل ماتعلمته على مشروعي وتحويله إلى أرض الواقع، وأكثر المعارف التي أكتسبتها من الورشة هو  حب العمل الجماعي، بتواصلي مع جميع من في الورشة على اختلاف مشاربهم وأفكارهم وهواياتهم ،وشكرا لكل من ساهم في إنجاح الورشة بشكلٍ ما.
محمد بوليفة
محمد بوليفة مصمم الجرافيتي وكما يعرف شغفه في الحياة بقوله "مصمما أن أكون مصمم"  حكى لنا عن قصة مشروعه وفكرته المبتكرة والذي كان الشغف الذي دفع بالآلاف لمتابعته على صفحة الفيس قائلا( ..نحن مجموعة من الشباب الطموح وكنا نتساءل فيما بيننا لما كل الملابس التي نشتريها ويشتريها الشباب مطبوعة بكلمات وجمل أجنبية ،وبما أننا مصممين فقررنا أن يكون لنا بصمتنا الخاصة وذلك بافتتاح محل يختص بتصميم الكلمات العربية ويعرف بثقافتنا وواقعنا الليبي تحديدا وكانت الانطلاقة بافتتاح محل في بنغازي وأصرينا على ان يكون إنجاز المشروع من تصميمنا بالكامل، حيث رفضنا تأجير مصمم للديكور وصممنا ديكور المحل بأنفسنا وبقدرات مالية بسيطة،بل وساهمنا بالكثير من الأفكار التسويقية التي كانت سببا في نجاح مشروعنا حيث قمنا مثلا بوضع ورق حائط صالح للكتابة على أحدى جدران المحل وطلبنا من الزبائن كتابة أفكارهم أو الكتابات التي يريدون نشرها على قمصانهم ووجدنا تفاعلا كبير منهم، كذلك طلبنا من الزبائن تصوير أنفسهم وهم يرتدون القمصان وإرسالها لنا على صفحة الفيس .
أمير الفيتوري

وانتقلنا للغناء فكان حديث الفنان أمــــــــير الفيتو ري  قائلا(أقدم نفسي دائما بالفنان وأتمنى ان يليق وجودي داخل معنى تلك الكلمة العميق ، أرى نفسي صانعاً للنغمات, ففي حين أن معظم الناس ينتشون بسماع الموسيقى فقط، فان نشوتي نشوتان! وأرى في الفن والإبداع تعبير عن حالة تكون مختبئة في خفايا المكنونات في الروح، وتخرج للخارج بهيئة موسيقية أو لوحة تشكيلية تصرخ من على حائطٍ قديم لتنطق بما تراه حقيقة!. وأؤمن أن الحب مفتاح التسامح في الحياة فالكراهية شئ مدمر للنفس وللأخرين وكم من حروب اشتعلت كان سببها الكراهية ..إنها طاقة مدمرة فلو استطعنا أن نتحكم في تلك الغريزة ونُبقي شعلتها خامدة فلن نجد مثل الحب بديل عنها  كي ننشر التسامح، أحب الكتابة والمطالعة والقراءة والرسم، وأحب صديقاً عزيزا اسمه البحر، أسعى دوما أن يكون عملي هو شغفي في الحياة،لكن ظروف الحياة تجبرنا لعكس ذلك أحياناً،فقد عملت مسبقا داخل مجالي الذي كنت احلم به وانتقلت عبر البحار زائرا الموانئ الأخرى،كنت سعيدا لكنني لم أكن! أعمل الآن في مجال الأعمال الحرة الخاصة وأحاول توظيف قدراتي الفنية داخل أعمالنا وإخراجها بصورة أنيقة ..أسعى لبناء كيان يحتضن الفنون مؤمنا أنه سيكون في يوم من الأيام حقيقة، مشروعي هومركز ثقافي فني يختص بالموسيقى الغربية الكلاسيكية والمعاصرة مع إدخال نشاطات أخرى فيه كالمسرح وقاعة السينما وقاعة لعرض الكتب واللوحات التشكيلية ومرسم وسأدخل مشروعي طور التخطيط قريبا ومن ثم التنفيذ من خلال الأساليب التي امتلكتها بعد الورشة وأهمها القدرة على التخطيط  والقدرة على التواصل مع الأخر والعمل تحت الضغط والتقييم الجيد لمجريات الاموروالتريث والعقلانية والواقعية 

رحاب بن سعود وخليل الجهاني 
في عيون تجد فيهما روح الطفولة المستمرة في الكشافة تحكي لنا رحاب بن سعود عن شغفها المستمر بالحياة قائلة : (شغفي في الحياة بعث الكثير من النشاطات في مجتمعي وأكثرها حضورا عندي الآن هوتكوين مركز لتنمية المواهب وفتح محل لابتكار الأشغال اليدوية المميزة وتغليف الهدايا وأتمنى تعلم وإجادة اللغة الانجليزية بالنسبة لمشروعي والذي تقدمت به للورشة سبق وان تم تنفيذه على مجموعتي في الكشافة فكرته تقتصر على أطفال في سن المراهقة والبرنامج لمدة أسبوع وهو ان يكون لكل شخص مشارك مهارة يقوم بتعليمها لشخص أخر، يتضمن البرنامج ورش عمل يتم فيها تقسيم الأفراد إلى مجموعات لكل مجموعة لون يميزها وشعار خاص بالمجموعة ويتضمن البرنامج أيضا جلسات توعوية ودينية وتثقيفية وزيارات ميدانية وألعاب فكرية وفي نهاية البرنامج نقوم بتقييم للمجموعات المتميزة والتقييم  يكون على أساس العمل الجماعي والشخص الذي قام بتعليم أكبر عدد ممكن من الأعضاء، أما عن الورشة فقد اكتسبت الكثير من الأفكار الجديدة والمميزة سواء من المشاركين أومن المؤسسات الثقافية التي زرناها،وتمنيت لو طبقنا كل المعارف في الورشة على مشاريعنا الخاصة حيث كنا سنتعلم أكثر عن أخطاؤنا ونطور فيها.
عفاف الزبير أيضا كان الفن هو الشغف الذي أحبت من خلاله الحياة وألهمها فكرة مشروعها الذي حدثتنا عنه قائلة " ..فكرة مشروعي تنطلق من فن الرسم والأثر النفسي للألوان على الأطفال المرضى، وهدفه ثتقيف الأطفال عن الألوان  وكيف نوظف الألوان في حياتنا بشكل واعي يساعدنا على تحسين وضعنا النفسي بما يضفي البهجة و ينعكس على محيطنا وصحتنا واخترت الأطفال المرضى بالسرطان من عمر ستة سنوات وحتى الرابعة عشر تحديداً كونه معروف عن هذا المرض تأثره بالحالة النفسية للمريض . لذا يتم تقديم فن الرسم والألوان في أسبوع وكيف يمارس بشكل مبسط للأطفال المرضى مما قد ينعكس على تحسن صحتهم و يساعدهم مستقبلاً على الاستفادة مما تعلموه في ورش العمل كما قد يجعل من البعض فن الرسم هواية يمارسها بعد تعرضه لهذا المشروع ويكتشف في نفسه موهبة ما،  لطالما الفن بكل أنواعه شغفي ، والفن يجعلنا نشعر بأدمية الآخرين مهم كانوا مختلفين عنا، وأحب ممارسة الفن التشكيلي وهو ليس جزء من عملي وإنما هواية ، لكني بحكم تخصصي R&TV فأنا اهتم بالصورة بشكل تعبيري جمالي ولدي تجارب بسيطة في الافلام القصيرة وأطمح أن أتطور في إخراجها وكذلك أطمح للأفلام الطويلة وبفضل هذه الورشة تعلمت كيفية اختصار أفكاري وتنظيمها بشكل إداري ودقيق، كما تعلمت العمل تحت الضغط وفي مدة زمنية صغيرة، وتعلمت أن أكون إيجابية حتى لا أؤثر بسلبية على الآخرين بل أن أكون دافع للعمل الجماعي، وكانت زياراتنا للفضاءات الثقافية المتنوعة مصدر إلهام لي وكيفية قراءة تجارب الآخرين بشكل مجرد عن طريقة العرض وإنما الجوهر والمضمون، فقط تمنيت أن يكون زمن الورشة أطول وننال تدريب تقني بجانب النظري فيها .

هناك 3 تعليقات: