html/javascript

21 مارس 2012

الربط بين رسوم ماقبل التاريخ والفن المعاصر

هناك علاقة بين لوحات بيكاسو والرسوم الصخرية فى الجنوب الليبي كذلك نجد هذا التشابه في لوحات الفنان الأمريكي كيث هارينغ !!!
... هي مجموعة تساؤلات طرحها الرسام السويسري يورج مولية فى محاضرة عن "فنون ماقبل التاريخ فى ليبيا وعلاقتها بالفنون المعاصرة "المحاضرة جاءت ضمن المشروع الفني السويسري الليبي برعاية من اليونسكو والتي تدور فكرته حول ربط الأعمال الفنية لعصور ماقبل التاريخ بأعمال الفنانين الليبين المعاصرين وخاصة فى المدينة القديمة وقد قدمت المحاضرة في أكاديمية الدراسات العليا بطرابلس يوم 29فبراير , ويورج مولي هو أستاذ الفنون التشكيلية بمدينة صولون السويسرية وهو رئيس تحرير جريدة أخبار سويسرا ,عن شغفه بالفن الصخري في الجنوب الليبي تحدث قائلا :
- بدأت رحلتي في ليبيا منذ العام 2008 , حيث بدأنا الأبحاث العلمية والكشوفات المتعلقة بفن الصخور وقد أذهلتنا الرسومات المتنوعة والبالغة الدقة والتي تحكي عن تلك الفترة الزمنية وأتحدث هنا عن عشرة ألاف سنة قبل الميلاد ,حيث نجد رسومات لحيوانات مثل الفيلة والنمور ووحيد القرن , ورسومات لرجال مختلفي الوجوه والأقنعة لانستطيع إن نجزم إذا كانت أساطير أو ماذا تعنى ،ولكن تبقى هذه الرسومات هى وسيلتنا لفهم ذلك العالم , نحن نجزئ رسومات الصخور إلى خطوط ومساحات ونقاط والأجزاء التي تكون الصورة ككل نسميها لغة ومن خلال هذه اللغة نحاول الربط بين الماضي والحاضر ما أقصده اننا نتعامل مع لوحات نموذجية تحكي عن تجارب الإنسان العميقة في التاريخ الإنساني وهي تؤثر فى عقلنا الواعي وأريد الإشارة هنا الى ان هذه الرسومات تفوقت على رسوم عصر النهضة ,أما مانريد العمل عليه في هذا المشروع وبعد أن وجدنا تشابه كبير في العديد من العناصر في الرسومات الصخرية ولوحات لفنانين معاصرين ,هوربط العلاقة بين الرسومات الصخرية ولوحات الفنانين الليبين بل وأيضا سنقوم بدراسة حتى الرسومات الموجودة اليوم على الجدران في كل المناطق الليبية وربطها بالرسوم الصخرية ,وتفسيرنا الحالي لهذا التشابه كما تشرحه لنا الفيزياء أن كل شئ وحدة واحدة ,وان كل شئ يتأثر بكل شئ ,والإنسان دائما مبدع في عصره .
وانتقلت المحاضرة إلى عرض مرئي لكل ماتحدث عنه الفنان يورج من مقارنات بين الرسومات الصخرية ولوحات الفنانين المعاصرين وقدم العرض الكاتب السويسري بازال شميد وقد انبهر الحضور وبالفعل من تلك المقارنات .



إلا أن تساؤلات أخرى طرحها الحضور منها أنه وبالرغم من ان كل هذه الفنون وجدت في ليبيا وبصحبة مرافقين ليبين مثل محمد القطرون إلا ان كل المشاريع تنسب إلى الجهود الأوربية ,وهذا ماطرحه الأستاذ عبد المجيد زبيدة وهوطالب دكتوراة في ألمانيا قائلا:
- تتعلق رسالتي لدكتوراة بدراسة استيطان الانسان البدائي بمواقع الفن الصخري حيث أقوم برصد أمكنة الإستيطان القديمة واهمها هضبة المساك في جنوب غرب ليبيا وجبال تسفارات ,ومقترح الدكتوراة خاصتي يتناول أجزاء من محاضرة اليوم ,وماأردت الأشارة أليه هو أن المشروع الفني السويسري الليبي يخص الشباب الليبي ,لذا يجب ان تكون هناك خطط مستقبلية تهتم بتنشيط الجانب المحلي الليبي بمعنى ضرورة ارسال طلبة مرافقين للرحالة الأوربيون ,فهذه الرحلات إلى جانب أنها كشوفات تهتم بكنوز بلادنا هي أيضا أبحاث علمية ودورات تعليمية ,يجب أن يكون لنا دور في توثيقها ,اما محاضرة اليوم فمن المفترض أن تكون سنوية لكي يقدم العلماء والفنانين نتائج بحوثهم للجهات المختصة ,وسيوثق المشروع توثيق ثابت ومرئي كما ستعد مقابلات شخصية مع الفنانين الليبين الذين سيتم دراسة أعمالهم مثل الفنان سالم التميمي .ونتمنى التوفيق للكل .

واخيرا هل سيتم فعلا فهمنا لتلك الرسوم عن طريق ربطها بالأعمال المعاصرة أم ستبقى لغزا يصعب حله كما يرى فيد كولسون في كتابه (صور النقوش الحجرية 2003).حيث قال " من الصعب أن تكون هناك قواسم مشتركة للرسم والتصوير ,أووحدة فنية يتبعها الجميع ,وبالتالي فإن هذا يجعل من عملية البحث عن دوافع وخلفيات الصورة أمرا صعباولن نتمكن من معرفة أكثر مما عرفه مبدعون تلك الأعمال وعلى الأرجح لن نتمكن من فك طلاسم تلك الرسومات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق